لطمية (عذبات صعصعه +موضوع التشيع والشيعه في الجزيره العربيه) اتمنى لكم قراءه ممتعه

التشيع والشيعة في الجزيرة العربية

بقـلم : حســـين مهــدي


بات من المعروف والمسلم به لدى المؤرخين جميعاً، أ، التشيع في الإحساء والقطيف والبحرين ليس ‏طارئاً عليها، بل هو قديم قدم الإسلام نفسه، حيث أسلمت القبائل العربية من بني عبد القيس ‏وتشيعت، كما تشيع الكثير من بني بكر بن وائل وتميم. حتى صارت الغالبية الساحقة منهم من الشيعة ‏منذ ذلك الزمان وحتى الآن، يقول صاحب أنوار البدرين رحمه الله أن

تشيع أهل البحرين وقصباتها ‏مثل القطيف الأحساء. من قديم الزمان إلى هذه الأيام ظاهر شايع.

(أنوار البدرين - الشيخ علي ‏البلادي البحراني - ص27.)‏


فبعد أن ولى صلى الله عليه واله العلاء بن الحضرمي، بدله وعين إبان بن سعيد بن العاص الأموي واليا ‏على ديار البحرين، وكان من محبي أهل البيت ومن الموالين للإمام علي عليه السلام منذ عهد ‏الرسول(ص)، فغرس بذور التشيع هناك، وقد كان التشيع معروفا في زمن رسول الله محمد صلى الله ‏عليه وآله وسلم، فقد أورد غبن حجر في إصابته، والزمخشري في ربيع الأنوار، والسيوطي في (الدر ‏المنثور)، وأبن كثير في نهايته، وأحمد بن حنبل في مسنده، وأبو نعيم في حليته، والرأي في تفسيره. ‏وغيرهم، الأحاديث الكثيرة في ذلك. وذكر البحاثة محمد كرد علي في كتابه(خطط الشام) ص251-‏‏256

إن جماعة من كبار الصحابة عرفوا بموالاة علي في عصر الرسول كأبي ذر الغفاري. وعمار بن ‏ياسر، وحذيفة بن اليمان، وذي الشهادتين خزيمة بن ‏ثابتن وأبي أيوب الأنصاري. وخالد بن سعيد بن العاص، وقيس بن سعيد بن أبي عبادة، وسلمان ‏الفارسي القائل بايعنا رسول الله على النصح للمسلمين والائتمان بعلي بي أبي طالب والموالاة له ). ‏وكذلك أبى سعيد الخدري الذي يقول: (أمر الناس بخمس فعملوا بأربع وتركوا واحدة). ولما سئُل ‏عن الأربع قال: الصلاة والزكاة وصوم شهر رمضان والحج). قيل: فما الواحدة التي تركوها قال: ‏‏(ولاية علي بن أبي طالب). قيل له: وإنها لمفروضة معهن؟ قال: ( نعم هي مفروضة معهن).‏


فلا عجب إذن أن يكون بنو عبد القيس وبنو أعمامهم موالين لعلي ومشايعين له في زمن الرسول ‏‏(ص)، وهكذا كان كل عرب شرق الجزيرة العربية من البصرة حتى عمان، ومن ساحل الخليج حتى ‏قلب نجد.‏


ولقد تخلف عن بيعة أبي بكر مع بني هاشم أبي سعيد بن العاص نفسه، وكثير من المسلمين في الأحساء ‏والقطيف، فلما بايع الإمام أبا بكر بعد أيام عديدة من حادثة السقيفة بايعوا ، وحينما اشتعلت الردة في ‏القبائل، كان أهالي البحرين (أوال، وهجر، والخط) : ( في مقدمة الثابتين عليها المتمسكين بها) . أي ‏بالدعوة الإسلامية، كما يقول الأستاذ حمد الجاسر.‏

ويذكر المؤرخون أن الجارود العبدي وقف خطيباً في بني عبد القيس قائلاً

يا قوم ألستم تعلمون ما أنا ‏عليه من النصرانية وإني لم أتكلم قط إلا بخير، وأن الله بعث نبيه محمداً ونعى إليه نفسه فقال: ( إنك ‏ميت وإنهم ميتون) وقال: ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفأن مات أو قُتل انقلبتم ‏على أعقابكم، ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاَ وسيجزي الله الشاكرين) . ثم أردف : ما ‏شهادتكم أيها الناس على موسى؟ قالوا: نشهد إنه رسول الله، قال: ما شهادتكم على عيسى؟ قالوا: ‏نشهد أنه رسول الله، قال: وأنا أشهد أن محمد رسول الله عاش كما عاشوا ومات كما ماتوا .

ولهذا ‏ثبت بنو عبد القيس على إسلامهم قابضين عليه كالجمر. رغم أن المرتدين بقيادة الحطم بن ضبيعة ‏أحتل (دارين) وطوق (جواثا) ، إحدى كبريات مدن هجر بل عاصمتها . حتى كان المسلمون أن ‏يهلكوا، فكتبوا إلى أبي بكر يستنجدونه ، فأرسل العلاء الحضرمي فقضى على المرتدين واحتل دارين ، ‏وقضى على شوكة الباقين منهم.‏

وأصبح العلاء الحضرمي واليا للبحرين، حتى عزله عمر، لأنه غزا فارس بدون إذنه، ووقعت هزيمة ‏كبرى لبني عبد القيس، وعين مكانه عثمان بن أبي العاص الثقفي، ثم عزله ، وولى قدامة بن مظعون ، ‏وجعل أبا هريرة على الخراج ، ثم ما لبث أن عزل الاثنين لأن عمر حاسب أبا هريرة على الأموال ‏العظيمة التي اتهمه بأنه سرقها من بيت المال، وولى عثمان بن أبي العاص مرة ثانية.‏

روى محمد بن سيرين، عن أبي هريرة قال:

استعملني عمر بن الخطاب على البحرين، فاجتمعت لي ‏إثنا عشر ألف دينار، فلما قدمت إلى عمر قال لي: يا عدوالله وعدو رسوله، سرقت مال الله ! فقلت: ‏لست بعدو الله والمسلمين ولا عدو كتابه، ولكني عدو من عاداهم . قال: فمن أين اجتمعت لك هذه ‏الأموال؟ فقلت: خيل لي تناتجت ، وسهام تجمعت، قال: فأخذ مني اثني عشر ألف دينار!.‏


وبقى عثمان واليا للبحرين حتى عهد الخليفة عثمان،، حيث أوعز إليه أن يغزو فارس فغزاها وفتح ‏مدناً عديدة من جملتها شيراز، ومنى الفرس بهزيمة ساحقة.‏

وفي عهد الإمام علي عليه السلام، جُعلت ولاية البحرين لعمرو بن أم سلمة - زوجة رسول الله (ص) ‏‏- وهو ربيب رسول الله (ص)، وكان ممتازا على غيره في العلم والعبادة، فأكد على التشيع للإمام ‏ونشره في الآفاق وأوضح أحقية علي في الخلافة كما في بيعة الغدير، ثم ولى ، الإمام علي النعمان بن ‏العجلاني الزقي الأنصاري .(راجع أنوار البدرين ص27-28 وساحل الذهب الأسود ص127-‏‏128)‏


وكان للإمام علي مشايعون مشهورون في القطيف (الخط) وهجر (الأحساء) وأوال ( البحرين حالياً) ‏منهم:‏

رشيد الهجري، صاحب أمير المؤمنين، وحامل سره، والمقاتل بين يديه.‏

صعصعة بن صوحان العبدي، كان سيدا من سادات عبد القيس ، و كان فصيحاً عاقلاً لسنّا ديّنا. ‏قاتل مع الإمام علي في الجمل وصفين، وهو الذي بعثه الإمام لعسكر معاوية يطلب منهم فك الحصار ‏عن ماء الفرات. فأبوا فقاتلهم الإمام علي وانتصر عليهم. وأخذ الشريعة منهم ولكنه لم يمنعهم. ولا حقه الأمويون بعد استيلائهم على الحكم، كما لاحقوا شيعة الإمام علي في الأحساء و القطيف ‏وأوال، وقتلوه في البحرين رضوان الله عليه وله مزار قائم حتى الآن على ما أعتقد.‏

وأخوه زيد بن صوحان العبدي، وكان خطيباً مفوهاً، وشجاعاً باسلاً، وهو أحد قيادات الإمام ‏علي عليه السلام يوم (الجمل) واستشهد فيها، قال عنه رسول الله صلى اله عليه وآله: زيد ما زيد؟ ‏تسبقه يده إلى الجنة ثم يتبعها جسده. ولقد قُطعت يده يوم الجمل ثم قُتل رضوان الله عليه. قتله عمرو ‏بن يثري الأزدين ، (تحفة المستفيد) ص301 ، الذي أسره عمار بن ياسر رضوان الله تعالى عليه فأمر الإمام بقتله، وهو الأسير الوحيد الذي قتله ‏الإمام.‏

وقد وقف عليه الإمام علي عليه السلام قائلاً : رحمك الله يا زيد، فلقد كنت خفيف المؤونة، كثير ‏المعونة، فرفع زيد رأسه وفيه رمق فقال: وأنت رحمك الله يا أمير المؤمنين، والله يا أمير المؤمنين، ما ‏علمتك إلا بالله عليماً، وفي أم الكتاب علياً حكيما، وأن الله في صدرك لعظيم، والله ما قاتلت معك ‏على جهالة، ولكني سمعت أم سلمة زوجة رسول الله (ص) تقول: سمعت رسول الله (ص) يقول: ( ‏من كنت مولاه فعلي مولاه. اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره وأخذل من ‏خذله). فكرهت أن أخذلك فيخذلني الله تعالى. (راجع أنوار البدرين ص110 وعن أبي الحديد في ‏شرح النهج)‏
‏

ومن شيعة البحرين:

سيحان بن صوحان العبدي، إستشهد مع أخيه في معركة الجمل رضوان الله ‏عليهما، وتجدر الإشارة أنه في حرب الجمل وقف رجل من عبد القيس مخاطباً الزبير وطلحة:

يا ‏معشر المهاجرين والأنصار: أنتم أول من أجاب داعي الإسلام، وكان لكم بذلك الفضل... ثم بايعتم ‏عليا وجئتم تستعدوننا عليه، فماذا الذي نقمتم عليه؟

فهمت به جماعة من طلحة والزبير لقتله، ولكن ‏أصحاب الإمام خلصوه منهم (راجع تاريخ ابن خلدون - مراجعة الدكتور سهيل زكار - بيروت ‏‏1981).‏

ومن المهم الإشارة أيضا، إلى أن معاوية حاول تأليب شيعة الأحساء والقطيف والبحرين على الإمام ‏علي سلام الله عليه ولكنه فشل في ذلك .. يقول ابن خلدون : نزل أحد العثمانية - نسبه إلى ‏عثمان - إلى بني تميم، يدعوهم لطلب دم عثمان، فوقف له الضحاك بن قيس الهلالي قائلاً: قبّح الله ‏ما جئت به، تحملنا على الفرقة بعد الاجتماع، وعلى الموت ليكون معاوية أميراً (راجع المصدر ‏السابق).‏



ومن شيعة الإمام في البحرين:
الحكيم بن جبلة العبدي، قدم على الإمام علي سلام الله عليه أثناء ‏معركة الجمل ومعه وفد من بني عبد القيس لمناصرة الإمام على طلحة بن عبيد الله في ثلاثمائة رجل. ‏فتقدم حكيم وجعل يضرب بالسيف وهو يرتجز.‏

اضـربـهم باليـابـس
ضـرب غـلام عابـس
من الحــياة يائــس
في الغـرفـات نافـس

فضرب رجل رجله فقطعها، فحبا إليها حتى أخذها وضرب بها الرجل حتى قتله، ثم إتكا عليه وأنشد،‏

يا سـاق لـن تراعــــــي ‏
إن معـي ذراعــــــــي
أحـمي بـها كـراعـــــي

‏(راجع تحفة المستفيد ص 200)‏

‏الأصبغ بن نباتة ، من خلص أصحاب الإمام علي، لازم الإمام حتى الرمق الأخير من حياته، وهو ‏الأصبغ بن نباتة ابن الحارث بن عمر بن فاتك بن مجاشع بن دارم بن تميم، كان صاحب شرطة الإمام ‏في الكوفة.‏

وقبيلة تميم التي ينتمي إليها الأصبغ انقسمت - كما جاء في معجم قبائل العرب - إلى قسمين، قسم ‏مع علي، والأخر مع طلحة والزبير، قد قتل منهم 500 رجل، ثم صارت (تميم) جميعها من أنصار ‏علي وشيعته وذلك عام 36هـ.‏

أما بكر بن وائل فقد قاتلت. الأمويين عام 65هـ، كما قاتلت الخوارج في نفس الفترة، وقاتلت عبد ‏الملك بن مروان عام 71هـ، وقاتلت الحجاج عام 82هـ.‏

ومن مشاهير الشيعة، أعين بن ضبيعة بن عقال بن عبد الله بن دارم بن تميم، وهو والد زوجة ‏الشاعر همام بن غالب المسمى ( الفرزدق )، وكان أعين أحد قادة جيش الإمام في حرب الجمل.‏

والمعلوم أن الفرزدق وأباه كان من ( البحرين) (قرب البصرة) ومن الشيعة الموالين لعلي عليه السلام، ‏و الفرزدق هو الذي مدح زين العابدين الإمام السجاد ( علي بن الحسين عليهما السلام) بقوله:‏

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته
والبيت يعرفه والحـل والحرم
هذا ابن خـير عبـاد الله كلهم
هذا التقي النـقي الطاهر العلم

كما أن الشاعر جرير كان تميما وُلد في أطراف البحرين، وكانأبوه من الموالين لأهل البيت، (ع) ‏وقد وفد على الإمام علي عليه السلام فنصحه أن يكف ابنه عن هجو الناس وأن يعلمه القرآن.‏

‏الأعور بن بنان المنقري التميمي، وهو من ذوي الشجاعة والفصاحة، قاتل إلى جانب الإمام في ‏معاركة ومنها ( الجمل).‏

جارية بن قدامة بن زهير بن الحصين من تميم. كان موالياً مخلصاً للإمام علي (ع) ووجها قياديا ‏بارزا لجيوشه خاض تحت لوائه الكثير الكثير من المعارك.‏



ولو أردنا استعراض أسماء الصحابة والتابعين من شيعة الإمام لملأنا الكثير من الصفحات، ولكن حسبنا ‏القول هنا بأن الشيعة هم سكان البحرين الأصليين منذ عهد الإسلام، وإنهم تمسكوا بمذهبهم بصلابة ‏أمام موجات الدمار الأموي والعباسية، وما تلاهما من دويلات قرمطية وإضرابها.‏

ففي سنة 67 هـ سار الخوارج نحو البحرين، فرفض بنو عبد القيس مهادنة قائدهم (نجدة) وتوليته ‏أمرهم وقالوا: ( لا ندع نجدة يتولى أمرنا وهو حروري ما رق)، وأجمعوا أمرهم على قتاله، فهاجم ‏القطيف وانتصر على بني عبد القيس، ووضع السيف في رقابهم، ثم دخل المدينة واستباحها ونهب ‏أموالها، وبهذا يقول حمل بن المعنى العبدي:‏

نصحتُ لعبد القيـــس يوم قطيـفها
وما خير نصـــح بعد لم يتقـــبل
فقد كان في أهل القطـــيف فوارس
حماة إذا ما الحــــرب شدّت بيذيل


وأقام (نجدة) بالقطيف وأرسل ابنه (المطرح) في أثار الفارين من عبد القيس فقاتلوه وقتلوه هو ‏وجماعة من أصحابه. (راجع تحفة المستفيد ص75.‏


وإن شاء الله نكمل مع أخواني الأعزاء سرد تاريخ ( التشيع والشيعة الجزيرة العربية)‏

اوووووه نسيت القصيده هذا هي[url=عذابات صعصعة - الشيخ حسين الأكرف]عذابات صعصعة - الشيخ حسين الأكرف[/url]

تاريخ التشيع والشيعة في الجزيرة العربية

الجـزء الثاني

بقلم حسين مهدي أحمد



بسم الله الرحمن الرحيم‎ ‎‏ ‏
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة على سيد الموحدين وفخر العارفين محمد وأهل‎ بيته الطاهرين الغر الميامين‎ . ‎‏ ‏

قد سبق لنا في الصفحات الماضية وأن اسردنا تاريخ التشيع والشيعة في الجزيرة العربية وعلى بركة الله نبدأ من حيث انتهينا. ليتسنى لنا ولكم تتابع الحلقات القادمة بإذن الله تعالى. حيث ذكرنا أن الخوارج تقص أثار الفارين من عبد القيس فقاتلوه وقتلوه وهو ‏وجماعة من أصحابه.

وفي سنة 73هـ هاجم عبد الملك بن مروان الخوارج بعد أن نافسوه على الملك وقضى عليهم ثم انثنى على رجالات الشيعة في القطيف والإحساء وأوال، فقتل خيار البلد وحمل الباقي على مفارقة التشيع، ولما فشلت خططه عمد إلى محاربتهم إقتصادياً، فدفن عيوناً كثيرة حيث ردمها بالصخور الضخمة ليقضي على زراعتهم ويضر بمواردهم. {ساحل الذهب الأسود}.

وأما القرامطة فقد ذاق الشيعة، بالخصوص بنو عبد القيس، مرارة كبرى من حكمهم، لعنهم الله، حيث هاجموا القرى واحتلوا القطيف وظفر أبو سعيد الجنابي بمن فيها فقتلهم. ولما دخل الجنابي هجر، أرسل على جميع الرؤساء والأعيان والقراء للتشاور معهم، فلما اجتمعوا أضرم عليهم النار، ومن فر أخذته السيوف، وقد أشار علي بن المقرب إلى هذه الحادثة بقوله:

سل القرامط من شظى جماجمهم

فلقا وغادرهم بعد العلى خدماً

من بعد أن جل بالبحرين شأنهم

وأرجفوا الاشم بالغارات والحرما

وحرقوا عبد قيس في منازلها

وصيرا العز من سادتها حمما


وبعد القرامطة جاء بنو ثعلب وبنو عقيل ثم استولى يحيى بن العياش على القطيف، وأخذها منه العيونيون، الذين ينتسب إليهم الشاعر بن المقرب العيوني البحراني الاحسائي، وهو بني عبد القيس، وحينما طبع ديوان أبن المقرب أسر آل سعود على حذف مراثيه في آل البيت(ع) بحجة أنه (لا مجال لنشرها)! ################################################## #############
حول ما حذف من الديوان يقول صاحب ساحل الذهب:

وقد توفي هذا الشاعر سنة 629هـ، بعد أن ترك ثرووة أدبية أودعها ديوان شعره الذي طبع مرتين، وإن كان الديوان يشتمل على جميع أشعاره، فقد حذف منه الشارح مدائحه ومراثيه في أهل البيت [ساحل الذهب الأسود ص27]


وقال عن الشاعر الشهير ابن المقرب الأحسائي، صاحب أنوار البدرين العلامة علي البلادي البحراني رحمه الله:

بأنه (كان أديباً فاضلاً ذكياً أبياً شاعرا مصقعا من شعراء أهل البيت عليهم السلام، ومادحيهم المتجاهرين، ذي النفس الأبية ، والشيم الرضية، وقد كشف جامع ديوانه، وشارحه كثيراً من أحواله بتفصيله وإجماله، وهو مطبوع الآن، وإن كان الظاهر أنه من المخالفين له في المذهب، ولهذا حذف من أشعاره المراثي والمدائح، وجرد منها ما هو الأولى والأجدى بالذكر الصالح وقد وقفت له على مراثي كثرة على الحسين(ع) سبط المصطفى، منها المربعة في نظم مقتل الحسين(ع)، ومنها قصائد من جملتها المشهورة التي أولها:

من أي خطب فادحٍ نتألُم

ولأي مرزئة ننوح ونلطُم


إلى أن يقول:

قمنا بسنتكم وخطنا دينكم

بالسيف لا نألوا ولا نتبرم

وعلى المنابر صرحت خطباؤنا

جهراً بكم وأنوف قوم تُرغُم

لا تسلموني يوم لا متأخر

لي عن جزا عملي ولا متقدم


ومن جملة قصائده في رثاء الحسين(ع) قصيدة عينية أولها:

إبكِ على آل النبي اللوذعي

يا باكيا لدمنة ومربع


ويقول في آخرها:

يا آل طه أنتمُ وسيلتي

عند إلهي وإليكم مفزعي

وأن منعتم من توالي غيركم

إن يرد الحوض غدا لم أُمنع

إليكم نفثة مصدور أتت

من مفحم للشعراء مُصقع

مقربي عربي طبعةُ

ونجره، وليس بالمبتدعِ

ينمي من البيت العيوني إلى

أجل بيتٍ في العلا وأرفعِ

عليكم صلى إلهي وسقى

أجداثكم بكل غيث ممرعِ
[مقتص من أنوار البدرين في تراجم علماء القطيف والأحساء والبحرين ص394 - 396].


ومن شعر ابن المقرب هذا لا يشك في أنه كان شيعياً، ومن قوله (وعلى المنابر صرحت خطباؤنا جهراً بكم وأنوف قوم ترغم) دليل أخر على أن هي دولة شيعية حكمت المنطقة أكثر من مائة وستة وسبعين عاماً.

وبعد العيونيين جاء التعصفوريون، وهم أيضا من بني عبد القيس، من بني عامر وحكموا البحرين قاطبة مدة طويلة من الزمن.

وبقي الشيعة في ظل الحكومات المتعاقبة حتى يومنا الحاضر، وشكلوا - ولا زالوا - الغالبية الساحقة من حضر الأحساء والقطيف وقراهما. مع العلم أنه لم تكن هناك يومئذ مدن مثل ( الدمام وبقيق والخبر والظهران)، فهذه مدن نشأت وبرزت مع ظهور النفط، وبدأ اسمها يبرز بعد الحرب العالمية الثانية.


################################################## ##############... ثم ظهرت أصوات نشاز تقول أن الشيعة يعودون إلى أصول هندية وأعجمية... وكلها دعوات تصب في خانة التقليل من الشيعة وأهميتهم وأصلهم العربي الإسلامي العريق.

يذكر لوريمر أن نسبة الشيعة في الهفوف تصل إلى ثلاثة أرباع السكان، ويشكل الشيعة القطيف وحولها الأكثرية الساحقة. [راجع لوريمر-القسم الجغرافي - الجزء الثاني ص 846]


هذا ونصل معكم إلى جذور الشيعة في الجزيرة العربية وبالخصوص الإحساء والقطيف. حث نتطرق إلى الباب الثاني ، عموماً فهناك ما زالت تخفى وتدس بعض الأنساب غير المعروفة جذوره ترجع إلى أين. فهذا يتطلب منا البحث في القبائل الشيعية. لنبدأ على بركة الله وبسمه (قبائل الشيعة).

قبائل الشيعة

قلنا في ما كتبنا أن الشيعة في البحرين (قديما) ينتمون إلى قبائل عدنانية عربية أصيلة ثلاث:

بنو عبد القيس
بنو تميم
بنو بكر بن وائل
غير أن هناك هجرات لقبائل عربية أخرى قدمت من نجد ومن غيرها، فاستوطنت الاحساء واعتنقت المذهب الشيعي، وذابت في المجتمع.


في هذه السطور سأحاول توضيح أسماء بعض القبائل العربية التي ينتمي إليها سكان (خط وهجر) الحاليين، أي الإحساء والقطيف والقرى التابعة لهما.


القطيـــف

وهي مدينة قديمة ترجع إلى القرن الثاني للميلاد، كما يقول بعض المؤرخين، ومنها سُمي الخليج، بخليج القطيف.. قال عنها ياقوت الحموي في معجم البلدان:

القطيف هي مدينة في البحرين، وهي اليوم أعظم مدنها، وكان قديماً اسمها الكورة هناك، غلب عليها إسم هذه المدينة..

وقال الحفصي: القطيف قرية لجذيمة عبد القيس

وورد ذكر القطيف في أحاديث الشعراء في الجاهلية:

فقد قال عمرو بن اسوى العبدي:

وتركن عنتر لا يقاتل بعدها

أهل القطيف قتال خيل تنفع



وذكرها ابن المقرب العيوني الأحسائي فقال:

لما أتت أهل القطيف بجحفلٍ

متوقدٍ كتوقد النيران


وقال:

فتكنفت أهل القطيف نخيلها

ورماحها وقسيها ورماتها


وهناك بعض الشعراء الجاهلين ذكروا القطيف باسم (الخط) وكذلك تردد الاسم على لسان الشعراء الإسلامي:
فهذا عنترة العبسي يقول:

بأسمر من رماح الخط لدن

وأبيض صارم ذكرٍ يمان



وقال أبو العلاء المعري:

أخالتني ظماء الخط نجا

فألقيت ركن شابة في اللجاج



وقال شاعر(هجر والخط) ابن المقرب متحدثا عنها وعن أصل أهلها:

أقم صدرها قصدا إلى الخط واحتقب

رسالة ود أنت عندي كتابها

فحين ترى حصن المعلى مقابلا

ويبدو من الدرب الشمالي بابُها

فلج بسلام أمنا بلدة

مقسة الأكناف رحبا جنابُها



وهكذا يتبين من قول أبن المقرب، أن سكان القطيف، قبل حوالي ثمانية قرون لا زالوا من بني ربيعة من بني عامر والعبديين، إضافة عرب أقحاح من بني محارب وآل شيبان ويعيشون في القطيف - كما في أغلب مدن وقرى هجر والخط - الشيعة بأغلبية ساحقة، ويرجع نسبهم إلى ربيعة (خصوصا من بني عبد القيس) وأيضا إلى قبائل عربية نزحت إليها من عمق الجزيرة العربية، كما سيتبين لنا ذلك..


وعن قريب بإذن الله رب العالمين

نستودعكم حتى نلتقي مع سلسلة { قبائل الشيعة }

لاتنسونا من دعائكم في هذه الأيام خاصة الأيام البيض من هذا الشهر الكريم وتقبل الله منا ومنك صالح الأعمال انه سميع مجيب.

حسين مهدي أحمد

قال أمير المؤمنين (ع)
((اجعل عنوانك حياتك ولسانك دفاعاً عن أعز الناس عليك))

الشيعـة والتشيـع في الجزيرة العربيـة

الجــزء الـثـالـث

بقلم : حسين مهــدي



قد تحدثنا سابقاً عن الجذور العميقة لسكان الجزيرة العربية الأصليين. واليوم دعي لنا الداعي أن نستدرك في تكميل بحثنا والذي إن شاء الله سنتطرق فيها إلى القبائل العربية التي نزحت إلى عمق الجزيرة العربية وسكنت القطيف و هجر.

نبدأ معكم بسم الله في هذه السطور سنوضح أسماء بعض القبائل العربية آلاتي ينتمي إليها سكان _خط_ و هجر _ الحاليين، أي القطيف والأحساء والقرى التابعة لهما.

قال الخنيزي : عرب أقحاح ينتمون إلى بني عبد القيس بن أسد بن ربيعه بن نزار بن معد بن عدنان.

وآل الجشي : من بني عبد القيس أيضا من سكان البحرين {البحرين قديماً } الأصليين، ويتواجد قسم منهم في {أوال/ البحرين الحالية} وآل بن جمعة: الذين ينتمي إليهم، منصور بن جمعة، وعبد الرسول بن جمعة الذي أعدمه الملك عبد العزيز. هؤلاء ينتمون إلى بني عبد القيس ويكنون بالأنصاري.

آل المحروس وآل البلادي : من الشيعة الأصليين ، قدموا من أوال (البحرين الحالية) آل سنان وآل المرزوق وآل الناصر : أبناء عم هاجروا من حمير منذ مئات السنين، واستوطنوا قرية ( أبو معن) المعروف، وكانت غنية بالمياه، حيث زادت عيونها على {64} عيناً، ولكن لما زحفت الرمال عليها وطمرتها، هاجر هؤلاء إلى القطيف والأوجام وصفوى هم من آل سنان وكذلك آل الناصر.

آل نصر الله : الذين ينتمي إليهم زعيم القطيف أحمد بن مهدي بن نصر الله، وأبوه. وينتمون إلى بني مهدي بن نصر الله، وأبوه. وينتمون إلى بني خالد القبيلة المعروفة، حيث هاجر جدهم من نجد قبل حوالي ستة قرون وأسمه{ردين الخالدي }، والخوالد من بني عامر من بني عبد القيس.

آل أبو السعود وآل نصر{ في سيهات}. وآل بيات وآل علم { في العمران بالا حساء}، وكذلك آل العباد { في الحساء} : هؤلاء كلهم أبناء عم ويرجعون إلى {ردين} الخالدي، وهم أبناء عم آل نصر الله. آل الشماسي: وينتمون إلى {{{{إبراهيم بن مالك بن الأ شتر }}}}

وكان مالك الأشتر أحد قيادات الإمام علي السياسية والعسكرية، وكان شجاعاً مهيبا ورعا، ولاه الإمام مصر وسلمه {العهد} المعروف والمنشور في نهج البلاغة، وكانت التولية بعد مقتل محمد بن أبي بكر رضوان الله عليه، والي الإمام علي (ع) على مصر والذي حرقه معاوية في جلد حمار، ولكن معاوية دس السم إلى مالك رضوان عليه في العسل فمات شهيدا مسموماً. وحين بلغ معاوية خبر استشهاده فرح فقال: بأن لعلي يدان، قطعت إحداهما بصفين - ويقصد عمار بن ياسر - الذي قال له رسول الله (ص) : تقتلك الفئة الباغية، ثم تحدث عن قطع اليد الأخرى وهي (مالك الأشتر ). ثم تتالت ضربات الأمويين لأصحاب الإمام علي، فقتل حجر بن عدي، ومئات غيره من الصحابة والتابعين، واختفى الكثير منهم في أماكن أخرى، وجاء كثيرون إلى البحرين باعتبارهم موطناً للشيعة، ومن جملة من أتى إبراهيم بن مالك الأشتر الذي شارك فيما بعد في ثورة المختار الثقفي ضد السلطات الأموية. وقبيلة العمامير ينتمون إلى بني عامر من بني عبد القيس بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان.

آل نصر ينتمون إلى ردين الخالدي، وهم أبناء عم العمامير، آل خليفة، والزواد، والراشد، وغيرها من العوائل العربية العريقة النسب. كلهم يسكنون الآن سيهات. سيهات سكنها بنو عبد القيس ولا زالوا، يقول صاحب (تحفة المستفيد) (أهل سيهات لفيف من قبيلة العمامير).

صفوى : من أسماءها: الصفاء صفواء، وقال المسعودي إن إسمها التاريخي (صفوان) أولمن سكنها بنو حفص بن عبد القيس، ذكرها طرفة بن العبد صاحب المعلقة الشهيرة: خذوا حذركم أهل الشقر والصفا. عبيد اسبذ والقرض يجزى من القرض والصفا نهر من سبعة أنهر تتفرع من عين محلم وعين محلم تسمى الآن (داروش) وقيل أن الصفا هي عين (داروش) الآن، وقد نُسبت لأقدم ساكنيها(محمد بن إبراهيم بن محمد بن درويش) من بني عبدالقيس حيث قلبت (درويش) إلى (داروش) وآل درويش هذه العائلة في كل قرى القطيف، قد تسمع بها.

يسكن صفوى العزيزة حالياً الكثير من بني عبد القيس، ومن القبائل العربية المشهورة مثل (سبع : والهواجر) السادة: وهم كثيرون في صفوى : وهم موسويون ينتمون إلى الإمام موسى الكاظم(ع)، وينتهي نسبهم إلى النبي صلى الله عليه وآله، والمعلوم أن أغلب سادة (الخط ) هم من الموسويين. ويبدو واضحا أن الاضطهاد الأموي والعباسي لأهل النبي عليهم السلام، هو الذي أوصل بالكثير منهم إلى (هجر وأوال والخط ) حيث تعقبوهم وقتلوا الكثير منهم. والمعلوم أن سادة صفوى قدموا منذ قرون من (جد حفص) بجزيرة أوال، ######################، فر الكثيرون بعقيدتهم إلى العراق وإيران، ولا يزال العديد منهم يسكن (خوزستان) ونحوها.

آل الصادق: من شيعة المنطقة الأصليين وينتمون إلى بني عبد القيس بن أسد بن ربيعة .

آل اليوسف: قحطا نيون فخذ(سحمة) آل العصفور : من بقايا دولة العصفوريين التي حكمت بعد العيونيين، ولازال الكثير منهم في (أوال،البحرين حالياً، وسيهات، وصفوى) ومعلوم أن بني عصفور يرجع نسبهم إلى بني عقيل بن عامر بن صعصعة بن بكر بن هوازن من بن عبد القيس، وصعصقة من فرسان القطيف قديماً و شعرائها).

آل الداوود: تداخلوا مع السادة كثيراً، وأصهروا بعضهم بعضاً، وهم ينتمون إلى بني تميم أبن مر بن ود بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان... وقد نزح هؤلاء من نجد من حوطة بني تميم قبل حوالى ثلاثة قرون. وحوطة بني تميم موجودة إلى الآن.

آل الناصر: يرجعون إلى آل سنان، هاجروا كا قلنا من حمير إلى اليمن إلى (أبو معن ) ثم تفرقوا، ومنهم من سكن صفوى. آل إبراهيم: ينتمون إلى قبيلة شمر، جاءوا من العارض بنجد قبل قرون، واستوطنوا صفوى.

آل قريش: بطن من بطون سبيع بن صعب بن معاوية بن كثير بن مالك بن جشم بن حاشد بن همدان، قدموا من بيشة ورينة قبل قرون عديدة تقدر بأكثر من ثلاثة قرون.

نسأل الله التوفيق في إتاحة الفرصة مرة أخرى ليتسنى لي معكم متابعة هذا البحث.



المصدر: مجلة الجنان
http://www.aljinanonline.com/issue7/tashayu.html
http://www.aljinanonline.com/issue8/tashayu.html
http://www.aljinanonline.com/issue9/shia.html
===========================